محمد صديق المنشاوي

9

تفسيرسورة الفاتحة عدد آياتها 7

 تفسيرسورة الفاتحة عدد آياتها 7
وهي مكية
{ 1 - 7 { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }
{ بِسْمِ اللَّهِ } أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى, لأن لفظ { اسم } مفرد مضاف, فيعم جميع الأسماء [الحسنى]. { اللَّهِ } هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة, لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال. { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء, وعمت كل حي, وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة, ومن عداهم فلهم  نصيب منها.
واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات.
فيؤمنون مثلا, بأنه رحمن رحيم, ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته, وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم, يعلم [به] كل شيء, قدير, ذو قدرة يقدر على كل شيء.
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ } [هو] الثناء على الله بصفات الكمال, وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل, فله الحمد الكامل, بجميع الوجوه. { رَبِّ الْعَالَمِينَ } الرب, هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم, وإعداده لهم الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة, التي لو فقدوها, لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة, فمنه تعالى.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين, ورزقهم, وهدايتهم لما فيه مصالحهم, التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه, فيربيهم بالإيمان, ويوفقهم له, ويكمله لهم, ويدفع عنهم الصوارف, والعوائق الحائلة بينهم وبينه, وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير, والعصمة عن كل شر. ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
فدل قوله { رَبِّ الْعَالَمِينَ } على انفراده بالخلق والتدبير, والنعم, وكمال غناه, وتمام فقر العالمين إليه, بكل وجه واعتبار.
{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى, ويثيب ويعاقب, ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات, وأضاف الملك ليوم الدين, وهو يوم القيامة, يوم يدان الناس فيه بأعمالهم, خيرها وشرها, لأن في ذلك اليوم, يظهر للخلق تمام الظهور, كمال ملكه وعدله وحكمته, وانقطاع أملاك الخلائق. حتى [إنه] يستوي في ذلك اليوم, الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.
كلهم مذعنون لعظمته, خاضعون لعزته, منتظرون لمجازاته, راجون ثوابه, خائفون من عقابه, فلذلك خصه بالذكر, وإلا, فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.
وقوله { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } أي: نخصك وحدك بالعبادة
والاستعانة, لأن تقديم المعمول يفيد الحصر, وهو إثبات الحكم للمذكور, ونفيه عما عداه. فكأنه يقول: نعبدك, ولا نعبد غيرك, ونستعين بك, ولا نستعين بغيرك.
وقدم  العبادة على الاستعانة, من باب تقديم العام على الخاص, واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده.
و { العبادة } اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال, والأقوال الظاهرة والباطنة. و { الاستعانة } هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع, ودفع المضار, مع الثقة به في تحصيل ذلك.
والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية, والنجاة من جميع الشرور, فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما. وإنما تكون العبادة عبادة, إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله. فبهذين الأمرين تكون عبادة, وذكر { الاستعانة } بعد { العبادة } مع دخولها فيها, لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى. فإنه إن لم يعنه الله, لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر, واجتناب النواهي.
ثم قال تعالى: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته, وهو معرفة الحق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط. فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان, والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته, لضرورته إلى ذلك.
وهذا الصراط المستقيم هو: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. { غَيْرِ } صراط { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.
فهذه السورة على إيجازها, قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن, فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: { رَبِّ الْعَالَمِينَ }
وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة, يؤخذ من لفظ: { اللَّهِ } ومن قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى, التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه, وقد دل على ذلك لفظ { الْحَمْدُ } كما تقدم. وتضمنت إثبات النبوة في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } وأن الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.
وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعل حقيقة, خلافا للقدرية والجبرية. بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك.
وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عبادة واستعانة في قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فالحمد لله رب العالمين.
شارك:

باب {إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}

فتح الباري في شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني



 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
 جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّفَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ:
 "يَا صَبَاحَاهْ" فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ قَالُوا مَا لَكَ قَالَ:
 "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ أَوْ يُمَسِّيكُمْ أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي قَالُوا بَلَى قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ
 بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَب} "

قوله: باب قوله: {إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} ذكر فيه طرفا من حديث ابن عباس
 في نزول قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} وقد تقدم شرحه مستوفى في سورة الشعراء.



شارك:

دموع ليلة الدخلة وانتقام الفتاة... (قصة حقيقية)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

قرات هذه القصه فى احدى المنتديات وحبيت ان انقلها لكم كما تحكيها راويتها

لم أكن أعرف حقيقة زوجي إلا ليلة زفافي إليه .. فبعد أن انسحب المدعوون وهدأ صخب الفرح 


وتوقف قرع الطبول .. وجدتني أمامه وجهاً لوجه في حجرة واحدة والباب مغلق علينا ..

أطرقت برأسي في حياء وحمرة الخجل تعلو وجنتي .. لم أنظر أبداً تجاهه .. ولم أفتح فمي بكلمة

واحدة .. هو الرجل ويجب أن يبدأ هو ..

طال انتظاري دون جدوى .. تمر الدقائق بطيئة مملة .. لا صوت .. ولا حركة .. ازداد خوفي

وقلقي .. تحول الحياء إلى رعب شديد .. شلني حتى الصدمة ..

لم لا يتكلم هذا الرجل .. لم لا يقترب .. ما به ؟

تململت في جلستي دون أن أحيد نظراتي المصوبة نحو الأرض ..

ترى هل هو خجول لهذه الدرجة .. أم أنني لم أعجبه .. ؟‍‍ ‍

صرخة قوية دوت في أعماقي .. لا .. بالتأكيد أنا أعجبه .. فأنا
جميلة .. بل باهرة الجمال ..

وهذه ليست المرة الأولى التي يراني فيها فقد رآني أثناء الخطبة مرة واحدة .. ولكنني لم أحاول

التحدث معه إطلاقاً .. هو لم يبادر ولم أشأ أن أكون البادئة فيظن بي الظنون .. حتى أمي قالت

لي ذات يوم بأن الرجل يفضل المرأة الخجولة ويكره الجريئة الثرثارة ..

بسملت وحوقلت .. قرأت آية "الكرسي" في سري وأنا أحاول طرد الشيطان .. ولكنه أيضاً لم

يتكلم .. هل هو أبكم لا ينطق ؟ .. كلا فقد أكد لي أبي بأنه يتكلم بطلاقة لا نظير لها .. أخي حكى

لي كيف أن حديثه حلو وحكاياته كثيرة .. إذاً ما به ؟

ربما هو ليس في الحجرة معي .. هنا فقط رفعت رأسي بذعر لتصطدم عيناي به .. أخفضت

عيناي بسرعة وصدري يعلو ويهبط .. ولكنه لا ينظر إلي ..

أنا متأكدة من ذلك .. في نظرتي السريعة إليه أدركت هذا .. رفعت نظراتي إليه ببطء

وأنا أغرق في ذهولي ..إنه لا يشعر حتى بوجودي .. فقط ينظر إلى السقف بقلق وعلى وجهه

سيماء تفكير عميق ..

تحرك فجأة ولكنني لم أستطع أن أبعد نظرات الدهشة عنه .. لم ينظر إلي كما تبادر إلى ذهني ..

فقط نظر إلى الساعة ثم أخذ يقضم أظافره بعصبية شديدة ..

تحولت دهشتي إلى نوع من الحزن .. ممتزج بيأس مر ..

قطرات من الدموع انسابت من عيني لتتحول إلى أنين خافت تقطعه شهقات تكاد تمزق صدري

الصغير ..

حانت منه إلتفاتة عابرة لا تدل على شيء .. فارتفع نشيجي عالياً يقطع الصمت من حولي ويحيل

الحجرة الهادئة المعدة لعروسين إلى مأتم حزين .


اقترب مني ببطء .. وقف إلى جواري قائلاً بصوت غريب أسمعه لأول مرة :

لماذا تبكين ؟

هززت كتفي بيأس ودموعي لا تزال تنهال بغزارة على وجهي ليصبح كخريطة ألوان ممزقة ..

عاد لي الصوت الغريب مرة أخرى قائلاً .

اسمعي يا ابنة عبد الله بن راشد .. أنت طالق ‍..

توقفت دموعي فجأة وأنا أنظر إليه فاغرة فاهي من شدة الذهول .. هل هو يهزل .. يمثل ..

يسخر ..

أين الحقيقة والواقع في وسط هذه المعمعة .. هل أنا أحلم .. أم أنه كابوس مرعب يقضي على

مضجعي ؟..

أفقت في اليوم التالي على بيت أبي .. وأنا مطلقة .. وأمي تنتحب بحرقة .. وأبي يصرخ من بين

أسنانه ووجه أسود كالليل :

لقد انتقم مني الجبان .. لن أغفرها له .. لن أغفرها له ..

وقتها فقط عرفت الحقيقة .عرفت بأنني مجرد لعبة للانتقام بين شريكين .. أحدهما وهو أبي قرر

أن يزوجني لابن شريكه لكي يكتسح غضبه الذي سببته له خلافاتهما التجارية ..

والآخر قرر أن ينتقم من أبي في شخصي .. ولكن ما ذنبي أنا في هذا كله .. لماذا يضيع

مستقبلي وأنا لا زلت في شرخ الشباب ؟ .. لماذا أتعرض للعبة قذرة كتلك ؟

لم أبك .. ولم أذرف دمعة واحدة .. واجهت أبي بكل كبرياء .. وأنا أقول له :

أبي .. لا تندم .. لست أنا من تتحطم ..

نظر أبي لي بدهشة وغشاء رقيق يكسو عينيه .. وإمارات الألم والندم تلوح في وجهه ..

أسرعت إلى حجرتي كي لا أرى انكساره .. نظرت إلى صورتي المنعكسة في المرآة فهالني ما

أراه .. أبداً لست أنا .. لست أنا تلك الفتاة الحلوة المرحة الواثقة من نفسها .. لقد تحطم كل

شيء في ثوان .. تاهت الحلاوة وسط دهاليز المرارة التي تغص بها نفسي .. وسقط المرح في

فورة التعاسة الكاسحة .. وتلاشت الثقة كأنها لم تكن .. وأصبحت أنظر لنفسي بمنظار جديد

وكأنني مجرد حيوان مريض أجرب ..

أرعبتني عيناي .. أخافتني نظرة الانتقام الرهيبة التي تطل منهما ..

أغمضتهما بشدة قبل أن تسقط دمعة حائرة ضلت الطريق ..

أسرعت إلى الهاتف وشعلة الانتقام تدفعني بقوة لم أعهدها في نفسي .. أدرت أرقام هاتفه

بأصابع قوية لا تعرف الخوف .. جاءني الصوت المميز الغريب الذي لن أنساه مدى الدهر ..

يكفي أنه الصوت الذي قتلني ليلة زفافي وذبحني من الوريد إلى الوريد .. قلت له بنعومة

أمقتها :

أنا معجبة !

لم أكن أتوقع أبداً سرعة إستجابته و لا تلك الحرارة المزيفة التي أمطرني بها دون أن

يعرفني ..

أنهيت المكالمة بعد أن وعدته بأن أحادثه مرة أخرى وفي نفس الوقت من كل يوم ..

بصقت على الهاتف وأنا أودعه كل غضبي وحقدي واحتقاري .. سأحطمه .. سأقتله كما قتلني ..

كما دمر كل شيء في حياتي الواعدة ..

استمرت مكالمتي له .. وازداد تلهفه وشوقه لرؤيتي ومعرفة من أكون .. صددته بلطف وأنا

أعلن له أنني فتاة مؤدبة وخلوقة .. ولن يسمع مني غير صوتي ..

تدله في حبي حتى الجنون .. وأوغل في متاهاته الشاسعة التي لن تؤدي إلى شيء .. سألني

الزواج .. جاوبته بضحكة ساخرة بأنني لا أفكر بالزواج حالياً ..

أجابني بأسى :
أنا مضطر إذن للزواج من أخرى .. فأبي يحاول إقناعي بالزواج من إبنة عمي .. ولكني لن

أنساك أبداً يا من عذبتني ‍..!

قبل أن أودعه طلبت منه صوراً للذكرى موقعة باسمه .. على أن يتركها في مكان متفق عليه

لأخذها أنا بعد ذلك .. وصلتني الصور مقرونة بأجمل العبارات وأرق الكلمات وموقعة باسمه

دست على الصور بقدمي وأنا أقاوم غثياني الذي يطفح كرهاً وحقداً وإحتقاراً ..

بعد شهور أخبرني عن طريق الهاتف بموعد زواجه .. ثم قال بلهجة يشوبها التردد :

ألن تحضري حفل زواجي .. ألن أراك ولو للحظة واحدة قبل أن أتزوج .. قلت له باشمئزاز :

وزوجتك أليست هي الجديرة بأن تراها ليلة زفافك ..

رد باحتقار :

إنني لا أحبها .. وقد رأيتها عشرات المرات .. ولكن أنت إنك .. أنت الحب الوحيد في حياتي ..

وعدته باللقاء وفي نفس ليلة زواجه !. من جهة أخرى كنت أخطط لتدميره فقد حانت اللحظة

الحاسمة لأقتله كما قتلني .. لأحطمه كما حطمني .. كما دمر كل شيء في حياتي البريئة ..

جمعت صوره الممهورة بأروع توقيعاته في ظرف كبير ..

وقبل دخوله على عروسه بساعة واحدة كان الظرف بين يديها .. وكانت الصور متناثرة بعضها

ممزق بغل .. وصور أخرى ترقد هادئة داخل الظرف بخيالي تصورت ما حدث ..

العريس يدخل على عروسه التي من المفترض بأنها هادئة ومرحة وجميلة ..

فيجد كل هذا قد تبدل .. الهدوء حل محله الغضب والراحة اتخذ مكانها الصخب .. والجمال تحول

إلى وجه منفر بغيض وهي تصرخ بوجهه قائلة :

طلقني !

لم أخفي فرحتي وأنا أحادثه في نفس الليلة :

مبروك .. الطلاق .


بوغت سأل بمرارة :

من ؟

قلت له بصوت تخلله الضحكات :

أنا المعجبة .. ابنة عبد الله صالح راشد
شارك:

كتاب المسوى شرح الموطا

 المسوى شرح الموطا 

 ولي الله الدهلوي ، ت جماعة من العلماء بإشراف الناشر ، دار الكتب العلمية ، بيروت ،

 ط 1 ، 1403 هـ / 1983 م ، (مجلدان مدمجان برابط واحد = الأول 434 صفحة ،

 الثاني 537 صفحة) .




 إسم الكتاب
 المسوى شرح الموطا
 المؤلف
 الإمام ولي الله الدهلوي
 المحقق
 جماعة من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية
 عن الكتاب
  كتاب « المسوى شرح الموطا »، لحكيم الهند العلامة الفقيه المحدث « أحمد بن عبد الرحيم المعروف بالشيخ وليّ الله الدهلوي، العمري نسبا الدهلوي وطنا (1114 هـ - 1176 هـ)»، هو أحد شروح "موطأ الإمام مالك" التي صنّفت في شبه القارة الهندية، وهو شرح نفيس طيِّب وفيه نفع كبير، وهو كتابٌ فيه نُكات ولطائف وفوائد.
* وقد عرّف الإمام الدهلوي في مقدمته عن كتابه « المسوى شرح الموطا » قائلا: "هذا، وقد شرح الله صدري - والحمد لله - أن أرتب أحاديثه ترتيبا يسهل تناوله، وأترجم على كل حديث بما استنبط منه جماهير العلماء، وأضمّ إلى ذلك من القرآن العظيم ما لا بد للفقيه من حفظه، ومن تفسير ما لا بد له من معرفته، وأذكر في كل باب مذهب الشافعية والحنفية".
* أماّ عن سبب اختياره لموطأ الإمام مالك، فقد جاء في الصفحة 17 من مقدمة الكتاب، بعدما  ذكر حيرتَه بسبب اختلاف مذاهب الفقهاء وكثرة أحزاب العلماء وتجاذيهم كلّ واحد عن الآخر إلى جانب - فقال رحمه الله: "... فألهمت الاشارة إلى كتاب "الموطأ" تأليف الإمام ‏الهمام حجة الإسلام مالك بن أنس، وعظم ذلك الخاطر رويدا فرويدا، ‏وتيقنت أنه لا يوجد الآن كتاب ما، في الفقه أقوى من "موطأ الامام مالك"، لأنّ الكتب تتفاضل في ما بينها،  إمّا من جهة فضل المصنّف، أو من جهة التزام الصحة، أو من جهة شهرة أحاديثها، أو من جهة القبول لها من عامة المسلمين، أومن جهة حسن الترتيب واستيعاب المقاصد المهمة ونحوها، وهذه الأمور كلها موجودة في "الموطأ" على وجه الكمال بالنسبة الى جميع الكتب الموجودة على وجه الأرض الأن". 
عدد الأجزاء
 2  
 Pdf   تحميل

شارك:

خطاب الضمان حقيقته ، وحكمه

خطاب الضمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
فإن من نوازل العصر وقضاياه جريان المعاملة بخطابات الضمان لدى
البنوك الأهلية مع المستفيد شخص اعتباري أو طبيعي أو حُكْمِي وتجلية
موقعها من الشريعة المطهرة يقتضي إعطاء التصور الكامل لطبيعة خطابات
الضمان وخطواتها الإجرائية وأنواعها وما جرى مجرى ذلك من القوالب التي
تسير عليها ثم تنزيل الفقه الشرعي عليها . فاقتضى الحال إدارة التقييد فيها
في مبحثين :





المبحث الأول : خطاب الضمان . تعريفه .. نوع الطرف المستفيد ..
الغرض منه .. خطواته الإجرائية ... أنواعه .
المبحث الثاني : الفقه الشرعي لخطاب الضمان . وبيان كل منها على
ما يلي :


المبحث الأول
خطاب الضمان (1)
وفيه الفروع الآتية :
1- حقيقته :
خطاب الضمان المصرفي : هو تعهد قطعي مقيد بزمن محدد غير
قابل للرجوع يصدر من البنك بناء على طلب طرف آخر (عميل له) بدفع
مبلغ معين لأمر جهة أخرى مستفيدة من هذا العميل لقاء قيام العميل
بالدخول في مناقصة أو تنفيذ مشروع بأداء حسن ليكون استيفاء المستفيد
من هذا التعهد (خطاب الضمان) متى تأخر أو قصر العميل في تنفيذ ما
التزم به للمستفيد في مناقصة أو تنفيذ مشروع ونحوهما ، ويرجع البنك بعد
على العميل بما دفعه عنه للمستفيد .
2- أركانه :
من هذا يتضح أن أركان خطاب الضمان أربعة وهي :
1- البنك : وهو الطرف (الضامن) . والضامن هو من التزم ما على
غيره .
__________
(1) صار الرجوع في هذا المبحث إلى مذكرة إيضاحية لمؤسسة النقد العربي السعودي
موجهة لوزارة العدل برقم 4646 / م / 444 في 28 / 3 / 1404هـ ، وكتاب المصارف
لغريب الجمال ، والبنك اللاربوي في الإسلام لمحمد باقر الصدر ، الربا
والمعاملات المصرفية للشيخ عمر المترك - رحمه الله تعالى - .



2- العميل : وهو الطرف (المضمون عنه) .
3- المستفيد : وهو الطرف (المضمون له) . وهو رب الحق الذي
التزمه الضامن .
4- قيمة الضمان : وهو (المبلغ المضمون) . والمضمون به هو الحق
الذي التزم الضامن . فإذا أطلق خطاب الضمان حوى هذه الأركان .
3- الشخص العميل (المضمون عنه) :
يكون شخصية حكمية (اعتبارية) كالشركة أو المؤسسة ممثلة في
(مديرها المسؤول) ، ويكون شخصاً طبيعياً .
4- المستفيد : (المضمون له) :
عادة لا يكون إلا شخصية اعتبارية كمصلحة حكومية أو مؤسسة أو
شركة معروفة ومن النادر أن يكون شخصاً طبيعياً .
5- أهدافه :
لخطاب الضمان أهمية كبيرة في حماية المستفيد (المضمون له)
حكومة أو شركة لضمان تنفيذ المشاريع أو تأمين المشتريات وفق شروطها
ومواصفاتها وفي أوقاتها المحددة . ففيها توفير الضمان للمستفيد عن أي
تقصير تنفيذي أو زمني من الطرف العميل إضافة إلى أن البنك لا يقبل
في استقبال خطاب الضمان ، وأن يكون طرفاً مع العميل لصالح المستفيد
إلا إذا توفرت لديه القناعة بكفاءة العميل المالية والمعنوية . ففي
هذا ضمان إضافي إلى سابقه أن لا يدخل في المشاريع والمناقصات إلا
شخص قادر على الوفاء بما التزم به .



6- طريقة إصدار خطاب الضمان :
يقدم طالب خطاب الضمان طلباً للبنك يحدد فيه مبلغ الضمان ومدته
والجهة المستفيدة والغرض من الضمان ، ويجب أن تكون لدى البنك قبل
إصداره الضمان المذكور القناعة بأن كفاءة العميل المالية والمعنوية كفيلة
بالوفاء بالتزامه فيما إذا طلب منه دفع قيمة الضمان أو تمديده ، وإذا كان
مبلغ الضمان كبيراً فإن البنك يطلب عادة تأمينات لقاء ذلك إما أن تكون
رهناً عقارياً مسجلاً أو رهن أسهم في شركات بإيداع أوراق مالية لدى البنك
يسهل تحويلها إلى نقد فيما لو طلب من البنك دفع قيمة مبلغ الكفالة مع
خطاب من مودعها ما يتنازل عنها إذا اقتضى الأمر أو كفالة بنك خارجي
معروف ، وإضافة إلى كل ذلك فإن البنك يحتفظ عادة بتأمينات نقدية
يودعها العميل بنسبة حوالي 25% من قيمة الضمان وقد تزيد هذه النسبة
أو تقل تبعاً لمركز العميل المالي والمعنوي ولطبيعة المشروع الذي قدم
الضمان من أجله ، وبعد كل هذه الإجراءات يقوم البنك بإصدار الضمان .
7- أنواع خطابات الضمان :
تجري المعاقدة عليها على أنواع :
أولاً : خطاب الضمان الابتدائي :
ويكون مقابل الدخول في مناقصات أو مشاريع ويكون مبلغ الضمان
مساوياً لـ 1% من قيمة المناقصة أو أكثر ، وساري المفعول لمدة معينة وعادة
تكون لثلاثة أشهر ، وهذا التعهد المصرفي (خطاب الضمان) يقدمه
العميل للمستفيد من مصلحة حكومية أو غيرها . ليسوغ له الدخول في



المناقصة مثلاً فهو كتأمين ابتدائي يعطي المستفيد الاطمئنان على قدرة
العميل على الدخول في المناقصة . ولا يسوغ إلغاء هذا الخطاب إلا
بإعادته بصفة رسمية من الجهة المقدم إليها (المستفيد) .
ثانياً : خطاب الضمان النهائي :
وهذا يكون مقابل حسن التنفيذ وسلامة الأداء في العملية من مناقصة
أو مشروع ونحو ذلك ويكون مبلغه بنسبة 5% من قيمة المشروع أو
المناقصة وهو مغياً بمدة عام كامل مثلاً قابل للزيادة . وهذا التعهد البنكي
(خطاب الضمان النهائي) يقدمه العميل للمستفيد من مصلحة حكومية أو
غيرها ليستحق المستفيد الاستيفاء منه عند تخلف العميل عن الوفاء بما
التزم به فهو كتأمين نهائي عند الحاجة إليه ، ولا يكون إلغاؤه إلا بخطاب
رسمي من الطرف المستفيد .
ثالثاً : خطاب الضمان مقابل غطاء كامل لنفقات المشروع أو
المناقصة :
(أي مقابل سلفة يقدمها العميل إلى البنك على حساب المشروع مثلاً
لصالح الطرف المستفيد والغاية منه كما في سابقه) ثانياً : - الخطاب
النهائي - .
رابعاً : خطاب الضمان : (ضمان المستندات) :
وهناك نوع رابع من خطابات الضمان يقدمه المصرف لصالح شركات
الشحن أو وكالات البواخر ، في حالة وصول البضاعة المستوردة إلى الميناء
المحدد وتأخر وصول مستندات الشحن الخاصة بالبضاعة إلى ذلك
المصرف الذي جرى الاستيراد عن طريقه . فخشية من أن يلحق بالبضاعة



تلف من جراء تأخر بقائها في جمرك الميناء يكون الضمان المذكور تعهداً
من المصرف بتسليم مستندات الشحن الخاصة بالبضاعة إلى وكلاء البواخر
فور وصولها . واستناداً إلى هذا الضمان يتم فسح البضاعة للمستورد .
ولإصدار مثل هذا الضمان يقدم العميل المستورد طلباً بذلك إلى المصرف
ويسدد قيمة اعتماد الاستيراد بالكامل (وهي قيمة البضاعة المستوردة) ومن
ثم يصدر المصرف خطاب الضمان ويسلمه إلى العميل فيقوم العميل
بتسليمه إلى وكلاء الباخرة المعنيين .
8- مدى استفادة البنك من خطاب الضمان :
هذا التعهد الذي ألزم البنك به نفسه مع العميل له بأن يدفع للطرف
المستفيد من عميله المبلغ الصادر بموجبه خطاب الضمان ووفق ما فيه من
شروط وإجراءات للبنك من وراء هذا مصلحة مادية وهي ما تسمى بالعمولة
بمعنى أن البنك يستحق بالشرط على العميل نسبة مئوية معينة مقابل هذا
التعهد وهذه الخدمة نحو 2% حسبما يتم الاتفاق عليه .
(وبهذا ينتهي المبحث الأول الذي يعطي التصور الكامل لخطابات
الضمان الجارية في المصارف مع عملائها أمام المستفيدين منهم) .



المبحث الثاني
الفقه الشرعي لخطاب الضمان
قد علم بأصل الشرع جواز الضمان وهو : ضم ذمة الضامن إلى ذمة
المضمون في التزام الحقوق المستحقة ، بمعنى التزام دين على آخر ، وهو
عقد إرفاق وإحسان جاء به الشرع مع ما فيه من توثيق للحقوق وحفظ لها .
وخلاصة ما تقدم في المبحث الأول لطبيعة خطاب الضمان تنحصر
في الفقرتين الأخيرتين منه وهما :
1- أنواعه .
2- عمولة البنك لقاءه .
أما أنواعه الأربعة المتقدمة فلم يظهر في ماهيتها ما يخرج عن
المنصوص عليه في أحكام الضمان شرعاً ، وتوفر شروطه فالضامن البنك
ممن يصح تبرعه ، ولوجود رضى الضامن وكون الحق معلوماً حالاً أو مآلاً
وأن أجله معلوم غير مجهول . سوى ما جاء في النوع الأول وهو خطاب
الضمان الابتدائي . فإنه من باب ضمان ما سيجب وضمان ما لم يجب
عقد معلق ، وقد علم أن الضمان عقد التزام لازم فلا يعلق كغيره من العقود
اللازمة ، ولأن الضامن التزم ما لم يلزم الأصيل المضمون عنه وهو (العميل)
بعد ، لكن الجمهور من أهل العلم على جوازه وهو مذهب الأئمة الثلاثة
- أبي حنيفة ، ومالك ، وأحمد ، والشافعي - في القديم والخلاف المذكور
للشافعي في الجديد وما ذهب إليه الجمهور ألصق بأصول الشرع لا سيما



إباحة التعامل في الأصل ما لم يعتوره مانع من غرر ونحوه ولا يظهر في
ضمان ما لم يجب بعد ما يمنع فيبقى على الأصل (1) . والله أعلم ، ولهذا قال
الحنابلة في تعريف الضمان : هو التزام ما وجب أو يجب على غيره مع
بقائه عليه . أو : هو ضم الإنسان ذمته إلى ذمة غيره فيما يلزمه حالاً أو
مآلاً (2) .
وقالوا في ضمان ما يؤول إلى الوجوب (يصح الضمان بالحق الذي
يؤول إلى الوجوب فيصح الضمان بما يثبت على فلان أو بما يقر به أو بما
يخرج بعد الحساب عليه أو بما يداينه فلان) .
أخذ العمولة عليه :
أي أخذ (الأجرة) لا (الجعالة) فإن الجعالة : أن يجعل جائز التصرف
شيئاً معلوماً لمن يعمل له عملاً معلوماً أو مجهولاً من مدة معلومة أو مجهولة
فلا يشترط العلم بالعمل ولا المدة ولا تعيين العامل للحاجة .
فهي إذن : التزام مال في مقابلة عمل لا على وجه الإجارة فليس ما
هنا مما هنالك إضافة إلى أن الجعالة : عقد جائز من الطرفين لكل من
العاقدين فسخها بخلاف الإجارة فهي عقد لازم ابتداء .
وإن كان وقع في عبارات بعضهم باسم الجعل على الضمان ففي هذا
__________
(1) انظر : فتح القدير 5 / 402 ، حاشية ابن عابدين 5 / 301 ، الشرح الكبير مع
الدسوقي 3 / 333 ، وقوانين ابن جزي ص 353 ، روضة الطالبين للنووي
4 / 244 ، والغاية القصوى للبيضاوي 4 / 592 ، كشف المخدرات للبعلي ص
252 ، بداية المجتهد 2 / 298 .
(2) شرح منتهى الإرادات 2 / 108 ، 110 .



تسامح في التعبير أو على سبيل النزول بمعنى : أنه إذا لم يجز الجعل
فالإجارة من باب أولى ، وإن كانت الجعالة في معنى الإجارة لكن الجعالة
أوسع من باب الإجارة فالجعالة كما علمت في تعريفها فلا يشترط العلم
بالعمل ولا المدة ويجوز فسخها من الطرفين بخلاف الإجارة فهي عقد
على منفعة أو عين لازم من الطرفين لا يملك أحدهما فسخها .
وعليه فإن جمهور أهل العلم على تقرير عدم الجواز لأخذ العوض
على الضمان كما في مجمع الضمانات على مذهب الإمام أبي حنيفة
للبغدادي ص / 282 . والشرح الكبير للدردير مع حاشية الدسوقي 3 / 404 .
والشرح الصغير 3 / 242 والفروع لابن مفلح الحنبلي 4 / 207 ، وكشاف
القناع 3 / 262 .
وغيرها مصرحة بالمنع وعدم الجواز ، وجماع تعليلهم للمنع فيما يلي :
1- إنه يؤول إلى قرض جر نفعاً وجه ذلك : إنه في حال أداء الضامن
للمضمون له يكون العوض مقابل هذا الدفع الذي هو بمثابة قرض في ذمة
المضمون عنه . وفي خطاب الضمان : أقوى في بعض أحواله لأن المستفيد
يستوفي عادة من البنك لا من العميل .
2- إن هذا العقد مبناه على الإرفاق والتوسعة والإحسان ففي أخذ
العوض لقاءه دفع لمقصد الشارع منه .
3- إنه في بعض حالات الضمان يستوفي المضمون له من المضمون
عنه فيكون أخذ الضامن للعوض بلا حق وهذا باطل ، لأنه من أكل المال
بالباطل . وفي خطاب الضمان الابتدائي أو المستندي مثلاً يستوفي
المضمون له المستفيد من العميل لا من البنك .



وههنا تنبيهان :
الأول : جرى في القواعد الفقهية قولهم : الأجر والضمان لا
يجتمعان . وهذه القاعدة ليست مما نحن فيه من أحكام الضمان ، لأن
الضمان هنا يقصد به (ضمان المتلفات) .
الثاني : جرى في القواعد الفقهية لهم قولهم : (ليس كل ما جاز فعله
جاز إعطاء العوض عليه) بل فيه ما يجوز كالجعالة على رد الآبق . وما
يمتنع كالعوض على الضمان واللهو المباح ونحو ذلك . كما جاء في فتاوي
شيخ الإسلام ابن تيمية 30 / 215 - 216 .



النتيجة
مما تقدم تُعلم الحقيقتان الآتيتان :
الأولى : إن خطاب الضمان من حيث الغطاء له من قبل العميل ثلاثة
أحوال :
1- خطاب ضمان ليس له غطاء البتة :
فهذا ينسحب عليه ما قرره جمهور العلماء من منع العوض على
الضمان فهكذا في هذه الحالة من خطابات الضمان .
2- خطاب ضمان له غطاء كامل من العميل :
فهذه الحالة والله أعلم لا يظهر في العوض عليها " أجرة المثل " ما
يمنع في حق الضامن أو المضمون عنه ، لأن هذا العوض (العمولة) مقابل
الخدمات الإجرائية ففي حال دفع المصرف للمستفيد فهو من مال
المضمون عنه ، وفي حال عدم دفعه فهو مقابل حفظه لماله وخدماته
لذلك .
3- خطاب ضمان قد صار الغطاء لنسبة منه :
فهذه تنسحب عليها أحكام الحالتين قبلها فيجوز فيما قابل المغطى
لا فيما لم يقابله - والله أعلم - .
وأختم هذا المبحث برأي رشيد للعلامة الشيخ عمر بن عبد العزيز
المترك في كتابه (الربا والمعاملات المصرفية) إذا قال - رحمه الله تعالى



وغفر له آمين - ص / 309 :
(والذي أرى أنه إذا كان الضمان مسبوقاً بتسليم جميع المبلغ
المضمون للمصرف أو كان له غطاء كامل فلا يظهر في أخذ الجعالة عليه
شيء ، لأن العمولة التي يأخذها المصرف في هذه الحالة مقابل خدماته
كالعمولة التي تؤخذ من قبله في عملية التحويل بالشيكات ، لأن هذه
العملية ليست مقابل عملية قرض ولا ما يؤول إلى قرض ، لأن المصرف
لا يدفع من ماله شيئاً ، وإنما يدفع ما التزمه بموجب الضمان من مال
المضمون عنه الموجود لديه ، أما إذا كان خطاب الضمان غير مغطى فلا
أرى جواز أخذ الجعالة عليه ، لأن هذا الضمان قد يؤدي إلى قرض فيكون
قرضاً جر فائدة ، والربا أحق ما حميت مراتعه وسدت الطرائق المفضية
إليه .
لذا فإني أرى أن على طالب الضمان أن يضع لدى الجهة الضامنة
له مبلغاً يساوي المبلغ المضمون وهذا إجراء متفق مع الأصول الائتمانية
المتبعة في بعض المصارف حيث تطلب من العميل المضمون أن يحجز
لديه مبلغاً مساوياً لقيمة خطاب الضمان ، وهو ما يسمى بالغطاء الكامل
يكون رهناً لكي يسدد منه فيما لو اضطر المصرف إلى تنفيذ التزامه ويفرج
عنه عندما يتحرر المصرف من ضمانه .
وفي هذا الإجراء من الفوائد مما لا يخفى منها :
1- عدم إفساح المجال لمن ليس لهم المقدرة على الوفاء بالتزاماتهم
في الدخول في المناقصات والعطاءات .
2- إن فيه حداً من التعامل الجشع والتوسع في الأعمال بما ليس في
استطاعة الإنسان القيام به مما يعود عليه بالضرر وتنعكس عليه آثاره السيئة



ذلك أن المناقص قد يقدم ضماناً مصرفياً بمبلغ ليس في استطاعته الوفاء
به مما قد يضطره في النهاية إلى الخضوع لما تفرضه عليه المصارف من
فوائد ربوية لقاء تسديده بمقتضى الضمان الذي التزمته) . اهـ . والله تعالى
أعلم .
شارك:

تحريف الكتاب المقدس

تحريف الكتاب المقدس مصداقاً

 لقول الله

وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا



مشاهدة طيبة 





شارك:

عند موتك لا تقلق

عند موتك لا تقلق




لا تقلق ولا تهتم عند موتك بجسدك فالمسلمون 

سيقومون باللازم:

 يجردونك من ملابسك

 يغسلونك

 يكفنونك

 ويخرجونك من بيتك إلى حفرتك (قبرك)

وسيأتي الكثيرون لتشييع جنازتك بل سيلغي الكثير

 منهم أعماله لأجل دفنك وقد يكون الكثير منهم

 لم يفكر في نصيحتك يوما..

اغراضك سيتم التخلص منها

 مفاتيحك

 كتبك شنطك

 احذيتك ملابسك

 وان كان اهلك موفقين فسوف يتصدقون بها لتنفعك

وتأكد بأن:

 الدنيا لن تحزن عليك!

 والعالم والإقتصاد سيستمر!

 عملك سيأتي غيرك ليقوم به!

 أموالك ستذهب حلالا للورثة

 وأنت ستحاسب عن النقير والقطمير!

الحزن أنواع:

 الناس الذين يعرفونك سطحيا سيقولون مسكين!

أصدقاؤك سيحزنون ساعات ثم يعودون

 إلى سوالفهم وضحكهم!

الحزن العميق في البيت!

 أهلك إسبوع إسبوعين شهر

 ومن ثم سيضعونك في الأرشيف

" إنتهت قصتك بين الناس "

 لن ينفعك مدح الناس يومئذ

 ولن يضرك ذم الناس يومئذ

وبدأت قصتك مع الآخرة

 والسؤال المطروح :

 ماذا أعددت لقبرك وآخرتك '̣

شارك:

من روائع الإعجاز العلمي في القرآن

من روائع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم




إن من اروع ما وصل إليه الانسان في الاعجاز

 العلمى لكتاب الله الكريم عن مادة : الميثالونيدز

هى مادة يفرزها مخ الإنسان والحيوان بكميات قليلة .

وهى مادة بروتينية بها كبريت لذا يمكنها الاتحاد بسهولة مع الزنك والحديد والفسفور ...

وتعتبر هذه المادة هامة جدا لجسم الانسان ; ... (خفض الكلسترول – التمثيل الغذائى – تقوية القلب – وضبط التنفس )

ويزداد افراز هذه المادة من مخ الانسان تدريجيا بداية من سن 15 حتى سن 35 سنة ،... ثم يقل افرازها بعد ذلك حتى سن الستين .

لذلك لم يكن من السهل الحصول عليها من الانسان
اما بالنسبة للحيوان فقد وجدت بنسبة قليلة .

لذا اتجهت الانظار للبحث عنها فى النباتات
وقام فريق من العلماء اليابانيين بالبحث عن هذه المادة السحرية والتى لها اكبر الاثر فى ازالة اعراض الشيخوخة ...

فلم يعثروا عليها الا فى نوعين من النباتات التين والزيتون .

وصدق الله العظيم اذ يقول فى كتابة العظيم :

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ(2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ(3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ(4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }.

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
شارك:
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تلاوات خاشعة لمختلف القراء

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة