محمد صديق المنشاوي

9

بر الوالدين

كان إسماعيل -عليه السلام- غلامًا صغيرًا، يحب والديه ويطيعهما
ويبرهما. وفي يوم من الأيام جاءه أبوه إبراهيم -عليه السلام-
وطلب منه طلبًا عجيبًا وصعبًا؛ حيث قال له:
{يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}
[الصافات: 102]
فرد عليه إسماعيل في ثقة المؤمن برحمة الله، والراضي بقضائه:
{قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}
[الصافات: 102].
وهكذا كان إسماعيل بارًّا بأبيه، مطيعًا له فيما أمره الله به، فلما
أمسك إبراهيم -عليه السلام- السكين، وأراد أن يذبح ولده كما
أمره الله، جاء الفرج من الله -سبحانه- فأنزل الله ملكًا من السماء،
ومعه كبش عظيم فداءً لإسماعيل، قال تعالى:
{وفديناه بذبح عظيم} [الصافات: 107].
يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة ثلاثة رجال اضطروا
إلى أن يبيتوا ليلتهم في غارٍ، فانحدرت صخرة من الجبل؛ فسدت
عليهم باب الغار، فأخذ كل واحد منهم يدعو الله ويتوسل إليه
بأحسن الأعمال التي عملها في الدنيا؛ حتى يفرِّج الله عنهم ما
هم فيه، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران،
وكنت أحضر لهما اللبن كل ليلة ليشربا قبل أن يشرب أحد من
أولادي، وتأخرت عنهما ذات ليلة، فوجدتُهما نائمين، فكرهت أن
أوقظهما أو أعطي أحدًا من أولادي قبلهما، فظللت واقفًا -وقدح
اللبن في يدي- أنتظر استيقاظهما حتى طلع الفجر، وأولادي
يبكون من شدة الجوع عند قدمي حتى استيقظ والدي وشربا
اللبن، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك ففرِّج عنا ما نحن
فيه، فانفرجت الصخرة، وخرج الثلاثة من الغار.
[القصة مأخوذة من حديث متفق عليه].
{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23]
شارك:
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تلاوات خاشعة لمختلف القراء

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة