محمد صديق المنشاوي

9

الإمام مالك رحمه الله

الإمام مالك رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
تعرف على مالك بن أنس
هو مالك بن أنس الاصبحي رحمه الله
ـ(صاحب الموطأ)ـ ـ( 93 – 179 )ـ للهجرة ـ


قال :ـ"إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به وما خالف فاتركوه، حق على من طلب العلم أن يكون فيه وقار وسكينة، إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذونه منه، التواضع في التقى والدين لا في اللباس"ـ ـ
عاش الإمام مالك في المدينة المنورة عمره كله، لم يتجاوزها خلال حياته كلها ( وقد عمّر فوق الثمانين) عاش نفس البيئة النبوية التي أشرق فيها ضياء الإسلام فكان فقهه صورة من بيئته.ـ
كان شديد البياض إلى الشقرة، طويلا، عظيم الهامة، وصف بأنه إمام دار الهجرة، كان محدثا وفقيها، يكره التأويل: ويقول: إنما أهلك الناس تأويل ما لا يعلمون".
يعتبر كتابه "الموطأ" أول كتاب في الحديث والفقه معا، حتى قيل انه لم يحفظ التاريخ مدونا مأثورا في الحديث والفقه يقرؤه الناس إلى اليوم أقدم من الموطأ.ـ
لقد بدأ "مالك" تدوين التاريخ وتمحيصه عام 148 للهجرة ونشره على الناس حوالي عام 159 للهجرة، أي أنه أمضى إحدى عشرة سنة في جمعه وتمحيصه، وقد مضى ينقحه فيرفع منه إلى أن توفي، ولم يكن هدفه تدوين طائفة من الأحاديث، بل جمع الفقه المدني.ـ
كذلك وضع "مالك" شروطا للراوي أهمها حرصه على سلامة المتن، وكان يستأنس برواية غيره، ويرفض الحديث الغريب، ويرفض ما يحتج به أهل البدع.ـ
التجديد في فكر مالك
تعتبر المصلحة عند مالك مقياس ضابط لكل ما هو شرعي وغير شرعي، وقد اعتبر المصلحة في الفقه أصلا قائما بذاته وقرر أن نصوص الشارع لم تأت في أحكامها إلا بما هو المصلحة، وما كان بالنص عرف به، على قاعدة ما جعل الله عليكم في الدين من حرج، وقاعدة: لا ضرر ولا ضرار، أو النفع فيهما أكبر من الضرر مقبولة، وكل أمر فيه ضرر ولا مصلحة فيه، أو إثمه أكبر من نفعه فهو منهي عنه.ـ
وبهذا المنهج الاجتهادي أثرى الشريعة الإسلامية وجعل آفاقها متسعة مشبعة لحاجات الناس في كل عصر وكل مكان.ـ
انطلق مالك من قاعدة أصيلة صلبة وهي أن الدين والأخلاق والقوانين إنما تتجه إلى إسعاد الناس.ـ
منهجه
مكان "الإمام مالك" في الفكر العربي الإسلامي هو مكان العالم الذي رسم منهجا للتحقيق العلمي، رسم به الطريق إلى معرفة " النص" وراوي النص على نحو يكشف الزيف ويعطي الحيطة ويرفع "التحديث" إلى مرتبة العلم القائم على أصول ودعائم.ـ
وتبين هذه الكلمات "منهج البحث العلمي" في الفكر الإسلامي، والتي تدحض ادعاءات المستشرقين بالقول بأن البحث العلمي قد كونته الثقافات اليونانية والرومانية.ـ
إن هذا العلم دين فانظروا ممن تأخذون منه، العلم نور لا يأنس إلا بقلب خاشع، ليس العلم بكثرة الرواية، طلب العلم حسن، ولكن انظر ما يلزمك من حين تصبح إلى أن تمسي فالزمه، فانه ذل وإهانة للعلم، لا ينبغي للعالم أن يتكلم بالعلم عند من لا يطيقه.ـ
إن المراء والجدل يذهب بنور العلم في قلب العبد، وان الجدل يقسي القلب ويورث الضغن.ـ
إذا عرض عليك أمر فاتئد، وعاير على نظرك بنظر غيار فان العيار يذهب عيب الرأي.ـ
من روى عن ضعيف فقد بدأ بنفسه.ـ
لا يؤخذ العلم من أربعة ويؤخذ ممن سوى ذلك: لا يؤخذ من سفيه معلن بالسفه، وان كان أروى الناس، ولا يؤخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس، وان كان لا يتهم على الأحاديث النبوية، ولا من صاحب هوى يدعو إلى بدعته، ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة إن كان لا يعرف ما يحدث به، ولقد أدركت بالمدينة أقواما لو استسقي بهم القطر لسقوا، وقد قسموا من العلم شيئا كثيرا، وما أخذت عن واحد منهم، لأن زهدا بلا معرفة ولا إتقان لا ينتفع به وليس هو بحجة ولا يحمل عنهم العلم.ـ
إنما أهلك الناس تأويل ما لا يعلمون.ـ
(التأويل هو إخراج النصوص عن ظاهرها)
حق على من طلب العلم أن يكون فيه وقار وسكينة.ـ
إن العلم إذا منع من العامة لأجل الخاصة لا ينتفع به الخاصة.ـ
خير الأمور ما كان ضاحيا بينا، وان كنت في أمرين أنت منهما في شك، فخذ بالذي هو أوثق.ـ
ترك "مالك" تراثا ضخما من التأليف أهمه: ـ
الموطأ
تفسير غريب القرآن
كتاب في الأقضية
كتاب المسائل
كتاب الاستيعاب
رسالة في الأدب والمواعظ
المجالسات
النجوم وحساب دوران الزمن
السر في غرائب الفقه
المدونة
توفي عام 179 ه – 795 م
من كتاب:ـ نوابغ الفكر الإسلامي لأنور الجندي
شارك:

جيم هاريسن: عشت بفضل أكاذيبي أفضل العيش

جيم هاريسن
هاريسن شاعر، وكاتب مقال، وروائي، وسيناريست، يعني في أغلب أعماله بثيمات

 الرجولة والبرية الأمريكية. صدرت روايته القصيرة "أساطير السقوط" سنة 

1979 وتلتها أعمال كثيرة. هنا حوار معه أجراه كال فوسمان ونشرته اسكواير
لا أرى أي دليل على أن الحكمة تزداد بالتقدم في العمر. سيقول كبار السن إن هذا يحدث، ولكنهم لا يقولون إلا لغواً.

لو أطلق له العنان، لما أصبح لخيالنا حدود.

قبل أسبوعين من وفاتها، قالت لي أمي، الموغلة في الشخيوخة والظرف، عشت حتى رأيتك تعيش أحسن العيش من أكاذيبك.

أذهب حتى غرناطة، لأرى موضع اغتيال لوركا على سفح الجبل على يد أتباع فرانكو. فرانكو كان وغداً شريراً، هذا مؤكد، لكن المؤكد أيضاً أنهم لم يمانعوا قط في قتل الشعراء في أمريكا.

أساطير كتبتها في تسعة أيام. لكن هذه هي الفترة الملائمة لذلك فعلاً. كانت كتابتها أشبه بالإملاء... ولكنني بعد ذلك استغرقت خمس سنوات في التفكير في ما كتبت.

لن أضيع وقتي في الحديث إلى الكتاب الشباب ما لم يقدِّموا لي سبباً وجيهاً لذلك. أقول: "ليس لدي من الوقت ما أخصصه للكلام معك ما لم تكن مستعدا لمنحي حياتك كلها، وهكذا يكون الأمر أو لا يكون".

مرة كل عشرين عاماً يظهر لدينا هنا [في أريزونا التي له فيها بيت ثانٍ] طائر التروغون الأنيق. يبدو أشبه بتحفة مصنوعة يدوياً. طائر بالغ الندرة. ومن دواعي البهجة دائماً أن تتوفر الندرة ذاتها في فناء بيتك.

ربما ما كنت لأصبح شاعراً لو لم أفقد عيني اليسرى في صباي. رمتني بنت الجيران بزجاجة مكسورة في وجهي أثناء شجار. رجعت بعدها إلى العالم الحقيقي، ولم أعد، لا بد أنك تفهمني.

وكأنني في العشرين وقد قتل أبي وأختي في الحادثة المرورية. قلت لنفسي، لو أن شيئاً كهذا يحدث للناس، فلعل بوسعك أنت أيضاً أن تفعل ما تريد، أن تصبح كاتباً. لا تتنازل مهما حدث، فلا معنى لذلك أصلاً.

لو أن كل ما فعلته هو الرد على ما يصلني من رسائل، لكانت تلك وظيفتي الوحيدة.

أصف الصيد بأن أكون مع مايو باتالي. نظر في هاتفه العجيب وقال "اللعنة، عندي رسالة إلكترونية". قلت "وماذا نفعل الآن؟" قال "لا شيء" ووضع الهاتف في جيبه، ومضينا في الصيد.

لا أصطاد الثدييات. أصدقائي كلهم يصطادونها. أنا أحب الظباء، وأعوِّل على طيبة قلوب أصدقائي. حدث مرة أن اصطدت غزالاً في شبابي وكان حدثاً مؤسفاً إلى أقصى حد.

خلافاً لكثير من الكتاب ليس لدي دافع يستوجب الفهم.

نشروا لي "يراعات" في ذي نيويوركر، وحذفوا منها مشهداً جنسيا،ً فغضبت في وقتها. قلت "إن المشهد دال على شخصيتها". فهي تحتاج إلى من يطرحها أرضاً، مثل أي شخص في مرحلة ما.

لا أعرف هل كان نضوب الكاتب أم أنني ببساطة لم يكن لدي ما أريد أن أقوله.

بعد أربع وخمسين سنة لا نزال متزوجين. وقليل من يحققون ذلك.

الأمر المثير في نيكولسن هو عجزه عن الكذب في أي شيء. لا يخطر له أن يكذب مطلقاً، وهذا نادر في ممثل.

ما أروع أن يعرف المرء التاريخ الهندي. اللعنة علينا كم كنا مغفلين طويلاً، طويلاً.

السبب الذي يجعل الكتَّاب يقصدون هوليود هو الحصول على قرشين. وهو ما لا زلت أفضله على التدريس. إذا كان بوسعي أن أكتب سيناريو في شهرين وأكسب منه ما قد أكسبه من التدريس لسنة ونصف، فلم لا؟

أحترم الدببة. كان هناك دب ذكر ضخم كنت أترك له السمك الزائد على بعد مائة ياردة من كوخي. كنت أترك السمك على جذع شجرة فيأكله الدب. وحينما أرجع إلى البيت من الحانة، كان يوقفني في بعض الأحيان فأفتح زجاج السيارة، ويضع هو ذقنه على حافة الشباك فأربت على رأسه، ولكن هذا غباء.

أعمل كل صباح. طوال فترة الصباح، وأحياناً في الأصائل. وأحياناً أصطاد في الأصائل ـ السمان، واليمام ـ ولكن ذلك فقط بهدف البقاء على قيد الحياة، فالكتّاب يموتون بسبب نمط حياتهم، ويموتون أيضا بسبب عدم الحركة.

لو أنك تكتب طول اليوم ففي الحانة لن يروق لك بالتأكيد أن تتكلم عن ذلك.

عاشت جدتي حتى بلغت السابعة والتسعين، وكنت أحملها وأخرج من البيت، لتيبس مفاصلها، وكنت قوياً بصدق وقتها. وكانت تقول: "طال بنا هذا يا جيمي". أليس هذا قولاً عظيماً؟

الناس جميعاً يختفون.

هل تغيرت السعادة مع التقدم في العمر؟ نعم، صرت أتوقع من كل شيء ما هو أقل.

ينتهي بك الحال مفتقداً كلابك.

ما معنى كل ذلك؟ يبدو لي أن لا أحد لديه فكرة. وانقل هذا عن جيم هاريسن: لا أحد لديه فكرة.

والآن، أين وضعت عكازي؟
شارك:
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تلاوات خاشعة لمختلف القراء

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة